تبنى مشاكل غيره وأصبح في وجه المدفع ففقد تركيزه
القناص الهلالي.. السهام تنغرس في ظهره


عبد العزيز العجلان من الرياض

في عالم كرة القدم لا يحلو الكلام والحديث إلا عن النجوم فهو ذو شجون في كل حالاتهم ولا ذنب لهم إلا أنهم نجوم والأضواء تطاردهم في حلهم وترحالهم، ولم يذكر التاريخ أن نجماً بحث عن الأضواء سوى قلة منهم، إذ إن ذلك يسبب لهم الإزعاج ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة والقائمة تطول ولكن يأتي ياسر القحطاني، محمد نور، وحسين عبد الغني في طليعة النجوم التي لا يحلو لوسائل الإعلام والجماهير والمجالس الرياضية سواء الحديث عنهم بل إنهم باتوا أشهر من كثير من الأندية المحلية.

لكن ياسر القحطاني يسيطر حالياً على أغلب الأحاديث حتى وهو يغيب عن مستواه المعهود، فالقحطاني أو القناص كما يحلو لعشاقه تسميته يُجمع عليه النقاد والخبراء أنه أفضل مهاجمي الكرة السعودية والقارة إلا أنه يعاني فقدان التوازن منذ أربعة مواسم وتحديداً منذ تحقيقه للقب أفضل لاعب آسيوي عام 2007 عندما قاد الأخضر لوصافة كأس الأمم الآسيوية حينها إلا أن القحطاني بعدها أضاع خريطة الطريق وظهر طوال الفترة الماضية يحاول استعادة جزء من قيمته الفنية إلا أنه ظل مرات جيدا ومرات ليست كما يحب هو قبل محبيه والمقربين منه وكان للإصابة السبب والدور الأكبر في غياباته وانقطاعاته عن المشاركة مع الهلال والمنتخب السعودي وعلى الرغم من ذلك استمر الأفضل في خط الهجوم لعدة أسباب إما لإصابة بعض المهاجمين مثل نايف هزازي ومحمد السهلاوي وإما لهبوط مستوى البعض الآخر في مقدمتهم مالك معاذ، صالح بشير وسعد الحارثي، وعلى الرغم من كل الانتقادات التي يواجهها القحطاني إلا أنه ما زال يقدم مستويات مميزة، ولكن ليست هي ما ينتظره الخبراء والمتابعون للكرة السعودية.

الرياضيون انقسموا حيال القحطاني فمنهم من يرى أن اللاعبين لا يستطيعون أن يعمروا على مجد النجومية وياسر أحدهم وفريق آخر يرى أن القحطاني قادر على أن يعود لأفضل حالاته رغم أنهم يعتبرون ما يقدمه من مستويات مع الهلال والمنتخب مقنع ولكنه لا يتوازى مع الإمكانات التي يتمتع بها القحطاني.

من يعرف ياسر القحطاني يعلم أنه يمتلك إمكانات كبيرة وشخصية مميزة وقوية ولكن المشكلة الكبرى التي تواجه القحطاني هي تبنيه مشاكل غيره فهو لا يمانع أن يكون في وجه المدفع مقابل تحمل الضغوط عن زملائه كما حدث في مناسبات عدة مع الأزرق والأخضر وهذا الأمر الذي يجعله يفقد التركيز خاصة في ظل افتقاده أجزاء كبيرة من قيمته الفنية.

بعض المقربين من البيت الهلالي والقحطاني يرون أنه يعاني أزمة نفسية وبحاجة إلى علاج نفسي إلا أن مشعل السبهان أحد أكثر المتابعين لياسر المحبين له يرى أن أطرافا كثيرة تتحمل مسؤولية هبوط مستوى القناص كما يحب مناداته ويرى أن السبب الأكبر يأتي على عاتق الإدارة الزرقاء التي منذ تعاقدها مع القحطاني واعتزال سامي الجابر لم تسع إلى التعاقد مع مهاجم محلي أو أجنبي يجبر القحطاني على التألق والعمل على استعادة النجومية فيقول المشجع الهلالي الخبير بالشؤون الزرقاء: مع كامل احترامي وتقديري لعيسى المحياني، وليد الجيزاني، وقبلهما أحمد الصويلح ومحمد العنبر وكذلك للمصري أحمد علي إلا أنهم لم يرتقوا لمستوى الطموحات وياسر أساسي وهو ما أراه السبب المباشر في هبوط مستوى القحطاني إذ إنه لا يوجد لديه الدافع للتألق عندما يرى جميع المهاجمين الذين يتم التعاقد معهم أقل منه فنياً''.

ويضيف ''إذا أراد الهلاليون عودة القحطاني لمستواه الطبيعي فعليهم الإسراع إلى التعاقد مع مهاجم أجنبي على مستوى عال وعندها سيرون كيف سيعود ياسر القحطاني للتألق بعد توفيق الله فياسر لا ينقصه أي شيء للعودة كما كان في عام 2007 سوى عندما يشعر بسحب البساط من تحت قدميه''.

في المقابل، يخالف جمعان العبد الله المدرب الوطني الجميع ليؤكد أن ياسر القحطاني لا يعاني هبوطا في مستواه فيقول المدرب الشاب: ''ياسر القحطاني يقوم بأدوار مهمة مع الهلال والمنتخب فكرة القدم الحديثة لا تطلب من المهاجم التسجيل فقط فهو يقوم بأدوار أخرى وهذا ما يفعله القحطاني مع الهلال فأعتقد أن طريقة اللعب التي ينتهجها مدربو الهلال الفترة الماضية تجبر القحطاني على الظهور بهذا المستوى''.

ويواصل جمعان العبد الله حديثه فيقول ''إذا كان هناك سر في تألق السويدي كرستيان ويلهامسون والبرازيلي تياجو نيفيز مع الهلال فأنا أرى أنه ياسر القحطاني''.