قريبا حملة «اشطبوا الهلال»..!
فيصل الجفن
لا يمكن وصف ما يحدث داخل محيط الرياضة بالتنافس الشريف حتى إن حاول البعض وصفه بأنه يندرج تحت مفهوم الاحتراف وإثارتها، وبعض هؤلاء البعض كل ما يريدونه هو المديح وإغفال وصف الحال بصفته الحقيقية، متخذين من "الوسطية" في الرأي منهجا، حتى إن كان على حساب رياضة وطن. فمباريات كرة القدم لدينا تحولت من الملاعب إلى المحاكم، ومن الاهتمام بأمور النادي إلى الذهاب إلى كل ما يخص النادي الآخر، ومن المتابعة لنواقص النادي إلى متابعة أحوال الحكام، وبدلا من التركيز على طلبات الاحتراف وقوانينه يتم التركيز على أعضاء اللجان ودراسة تاريخهم، وعمل مسح شامل لكل حركاتهم وسكناتهم، حتى أصبح عضو أي لجنة من اللجان صاحبة القرارات أشهر من بعض رؤساء الأندية.
ومن أجل أن يتم تصحيح هذه الأخطاء لدى بعض من يملك قرارات تسيير هذه الأندية، يعتقد جازما أن "الالتفات" على الهلال والعمل على جعله في الخلف، قد يحسن صورته لدى فئة من جماهيره عجز عن إرضاء الفئة الأخرى التي كانت تنتظر منه البطولات، فاختار هو الفئة التي ترضى بهزيمة الهلال حتى إن كان دوره يجب أن يكون غير ذلك، فقد اختار خطة العمل البديلة التي كانت مرسومة من البداية كمنهجية في حالة الفشل وهو ما كان متوقعا.
تأتي الخطة البديلة التي كانت من أهم بنودها التشكيك في كل ما يندرج تحت اسمه (إنجاز) يخص الهلال، حتى إن كان لا يمكن التشكيك فيه، وقاعدتهم بذلك (الهلال السبب) في كل ما يحصل لناديهم من تعاقد مع مدربين ولاعبين أجانب، ومن ثم الاعتراف بفشلهم وأيضا لنتائج فرقهم السلبية، وإن لم يكن الهلال طرفا فيها، وأيضا لكل إخفاق حتى على صعيد المنتخبات، هدفهم من ذلك الخلاص من الهلال بطرقهم التي يعتقدون نجاحها، ولأنهم لا يرجعون للتاريخ كثيرا، ولا يعلمون أنها طرق قد تمت تجربتها من عشرات السنين ولم تثبت نجاحها؛ لأنها في النهاية لعبة مكشوفة لا تتخذ من قوانين كرة القدم معيار عمل، فلذلك يكسب صاحب الالتزام بكرة القدم وقوانينها.
فاللجان المتهم بها الهلال هي من شروط نجاحه، ولكنها لجان مختلفة عما حاول البعض تصويرها، فهذه اللجان من عمل إدارات الهلال المتتالية بالشراكة مع أعضاء شرفهم، فهؤلاء ابتدعوا لجانا داخلية تهتم بشؤون اللاعبين الأجانب ودراسة ملفاتهم بشكل يضمن لهم النجاح، ولجانا أخرى تهتم برسم استراتيجية عمل الإدارات، ولجانا تختص بالاستثمار كعمل وليس اسما فقط، ولجانا تختص بمتابعة كل ما يدور حول النادي، ومن ثم اتخاذ المناسب من أجل أن يكون أكثر قربا للبطولات عكس ما يعمله بعض الآخرين القائمين بدراسة كل ما يدور حول الهلال، ومن ثم اتخاذ قرارهم من أجل محاولة إيقاف الهلال..!
فبطولاته المتكررة والمتنوعة نتاج جهد وعمل وصرف مادي ودعم جماهيري ولاعبين أجانب على مستوى عالٍ، واستقطاب أفضل المدربين متى توافرت هذه العوامل لنادٍ آخر لن يكون ببعيد عن البطولات، ولكن السؤال هل يستطيع هؤلاء الآخرون توفير هذه الشروط من أجل أن يكونوا كالهلال؟
خاتمة
أسعد الناس أقلهم انشغالا بالناس.