نهاية الأسبوع
«قالوا ترى» .. رائعة تحكي قصة الهلال مع آسيا ..!!
بقلم عيسى الجوكم
** من يظن أن الأزرق ينطبق عليه ما ينطبق على الآخرين فهو واهم .. من راهن على سير الزعيم في محطة العميد عقب الإخفاق الآسيوي .. تأكد برباعية لا تقبل الجدل انه واهم .. من حاول أن يصور الهلال بأنه جسد منهار بعد الآسيوية .. بصم بالعشرة بأنه شخص غير فاهم ..!!
** هو هكذا لا يحتاج لشفقة من أحد .. يكبو لكنه لا يتخذ السقوط أرضا ولا سماء ولا مستقرا .. سرعان ما يعود نجمة في أفق أوسع .. لا تحده بطولة .. ولا يغيره لقب .. ولا تكتب نهايته بتعثر عابر .. ولا يستكين ويهدأ بتحقيق لقب هنا أو هناك !!
** هو الوحيد من بين أقرانه الذي لا يحتاج لمرحلة بناء لاكتشاف نجوم جدد .. ولا إلى زمن للعودة مجددا للمنصات .. ولا إلى اجتماعات لترتيب الأوراق .. فقد تعود منذ نعومة أظفاره وهو يتربى في حضن شيخه بن سعيد أن يقفز إلى الأعلى في كل مكان وعبر أي زمان .. والبطولات والنجوم والشعبية تتناقل من جيل إلى جيل بكل سلاسة وسهولة .. فالمجد بركان ثائر في منظومة الهلال ..لا يتوقف إلا لالتقاط الأنفاس ..!!
** من يجرؤ على التأويل بانتكاسة مستمرة له مهما كان حجم معاناته وإخفاقه .. سيجد نفسه مضطرا للاعتذار مرات ومرات عن سوء فهمه لواقع هذه المنظومة الزرقاء ..!!
** مسكون هذا الأزرق بسحر الانتصارات .. لا يموت ولا يمرض لكنه يصاب برعشة زكام لا أكثر .. وحتى يعود .. فهو ليس بحاجة لا إلى طبيب ولا إلى روشتة .. يعود بقوته وجبروته ليعتلي القمة .. وكأن شيئا لم يكن ..!!
** وهو مغسول بماء الفرح أيضا .. فإذا كانت أيام السنة 360 يوما فهو يقضي أيامها ولياليها بفرح وردي .. ويترك له أسبوع حزن يتعرف من خلاله عن قرب وكثب ما يعانيه الآخرون من هم وحزن طوال أيام السنة .. حزنه بمثابة زكاة لفرحه الدائم ..!!
** يعيش في كبرياء ولا يمارس الانحناء أثناء سقوطه .. لا يتململ .. ويطرد من حوله الضجر سريعا .. فأناسه لا يحبون المكوث في أرض قاحلة أكثر من أسبوع .. تماما بعد خروجه المر من الآسيوية .. وعودته لعنوانه الكبير وهو الفرح الذي مارسه مساء البارحة في بريدة ..!!
** يرمي خلف ظهره تعثرا عابرا .. لا يستسيغ سماع الموال الحزين .. فلم تعرف أذنه إلا اللحن الفرائحي .. ولا يشم أنفه إلا رائحة العطر التي تنساب في سروره وبهجته .. فقد تعود منذ أيامه الأولى مطاردة الأعين له «بدرا وهلالا» ..!!
** حتى شاعره الذي يكتب قوافيه باللون الأزرق لا يرتضي إلا القمة مهما كانت حالة الحزن التي تعتريه لذلك نجده يصر على القمر ولا يفكر بالنجوم في رائعته «قالوا ترى» .. ألم يقل «ما بدل قمر بنجوم» .. ويقفز بمشاعره إلى الأعلى كما هو هلاله بعدم السكون والتسليم للإحباط ويقول «حسبي تقول محروم» في محاولة الوصول لقلب من يحب .. حتى بروازه الشهير لم يحدده بأربعة أضلاع .. فقد جعله خيالا خصبا يحلق معه إلى الأعلى .. لم يسجن الصورة في بروازه .. بل سجن البرواز في الصورة المتنقلة في كل مكان .. !!
** لقد أثبت صناع القرار في الهلال ومن خلفهم جماهيرهم ان حالة الحزن في أجندتهم .. تختلف عن الآخرين .. فهم يقفزون فوق جراحاتهم .. وغيرهم يعشعش فيها .. هم يأخذون من حزنهم دافعا لانطلاقة جديدة .. وغيرهم يسبح ويغتسل في حزنه شهورا ان لم يكن دهورا .. !!
** هو الهلال يا سادتي الكرام الذي أخفق آسيويا .. ولم نر أنيابا تنهش لحمه من داخل الدار .. كما هي القصص التي نقرأها في كتب الآخرين .. سمعناها وقرأنا فصولها عندما سقط العميد في نفس الموقف .. وتسارعت أسنان شر تنهش من لحمه وهم ممن يدعون من أهله وبيته .. أليس كذلك .. !!
** هو الهلال يا سادتي الكرام .. الذي تعثر آسيويا وأعلن رئيسه الرحيل .. وأول من رفض تلك الاستقالة والرحيل هم من يختلف معه داخل الجدران الأربعة لمصلحة الهلال .. فكلهم يحب الهلال على طريقته .. أليس كذلك ؟!
** هذا هو الفرق يا سادتي الكرام بين الهلال وغيره .. لذلك فهو مختلف عن غيره .. وما يجري لغيره لا يمكن أن يجري عليه .. !!