الغشيان أضحكنا!!

عاش ربما الأغلبية (مثلي)، موقفين متناقضين مساء الثلاثاء الماضي في الحديثين الفضائيين في القناتين المختلفتين لعضو شرف الهلال الأمير عبد الله بن مساعد ولاعب الهلال والنصر المعتزل فهد الغشيان.
ولا توجد أدنى مقارنة بين الظهورين، فالأول لايحتاج إلى شهادتي، والزمن والفعل كفاه شهيدا لإنجازاته الاحترافية والتسويقية كل مايتعلق في عالم المال والأعمال .. فكما كنا ومعي الأخريين نستشرف (الأمل) مع عبد الله بن مساعد, أخذنا الغشيان لنرتشف(الألم).
لن أسبغ كثيرا في حوار الأمير أبي عبد الرحمن, لأن حديثه لايحتاج إلى تعليق أو وصف مني، فكل معاني الواقعية تجلت فيه, وكل حلول المستقبل الناجعة للإعلام الرياضي بزغت بجلاء.
لكن المدهش الحديث المضحك للغشيان الذي لم يستطع أن يوجه رسالته النقدية بأسلوب يرتقي لمستوى القناة التي تحدث من خلالها, فقد كانت مفرداته في الحوار، سطحية وهامشية.
وجاء حديثه ليختصر تساؤلات عدة عن الأسباب التي أدت إلى هجران الكرة، وهي بالطبع لاتحتاج إلى أدلة فقد أظهرها بملء إرادته للملأ.
أعتقد أن الآخرين يشاطرونني الرأي أن الحوار لم يأت قبل بزوغ الثنيان والجابر ورفاقهم، وإلا لفقدت الكرة السعودية أبرز نجوم عرفتهم الساحة الكروية نتيجة للأوصاف المشينة التي ذكرها الغشيان عن الوسط الرياضي والتي لاتليق بالكرامة الآدمية, ولوجدنا مثل هؤلاء النجوم في مكان آخر بعد أن سجل الغشيان دلائل من واقع نفسه أن الوسط الرياضي (أهله منافقون وأبناؤه شاحذون).
الغشيان الذي سجل أول حالة احترافية سعودية خارجية بهولندا مع نادي ألكمار لفترة لم تستمر سوى شهر وبضعه أيام, فشل في إثبات نفسه كفشله في التعبير بصورة نقدية مقبولة للرياضة السعودية.
إن سطحية الثقافة الحوارية والنقدية للغشيان جعلتنا نتذكر(الوسادة) التي نشرها المدرب البرازيلي خوسيه أوسكار عندما كان مدربا للهلال في وجه الغشيان كتعبير عن حالة الدلع والكسل والتمرد الذي يحبذه الغشيان آنذاك والتي جعلته في محل انقياد للأهواء لا محلا للقيادة!!
حين أزال لاعب الهلال السابق جميع البنى التحتية والعلوية للاحتراف السعودي وهمش عملا قام منذ أكثر من 16 سنة، فقد أضحكنا, فأين هو من تصحيح ذلك الخط في تجربة هولندا, أم إن الأمر كان مجرد عزف للأوتار المزاجية التي يحسن إتقانها بآلة العود كما هي الكرة قبل أن ينزلق بمتاع الدنيا وزخرفها.