الهلال يعود من أصفهان بخسارة منطقية
هدف ذوب أهن الوحيد يؤجل الحسم لمباراة الرد
تحليل - خالد الشايع
أحرج لاعبو الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال أنفسهم بعد أن خسروا بهدف دون رد أمام مضيفهم ذوب اهن اصفهان أمس في ذهاب الدور النصف النهائي من دوري أبطال آسيا 2010 وبات الهلاليون مطالبون بالفوز في مباراة الاياب في الرياض بفارق هدفين لضمان التأهل للمباراة النهائية التي ستقام منتصف الشهر المقبل في إلىابان. وسجل قاسم حدادي هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 59 من كرة ثابته.
وكان الشباب السعودي فاز أمس الأول على ضيفه سيونجنام ايلهوا الكوري الجنوبي 4-3 في الرياض في نفس المرحلة. وستقام مباراتا الاياب في 19 و 20 اكتوبر الجاري بكل من كوريا والرياض.
وتأثر الهلال من النقص الكبير في صفوفه قبل واثناء المباراة التي خاضها بغياب عدد من لاعبيه بسبب الاصابة ابرزهم البرازيلي تياجو نيفيز وحسن خيرات وعبد اللطيف الغنام وخالد عزيز. كما غاب الروماني ميريل رادوي بسب التحاقه بمنتخب بلاده الذي يستعد لمقابلة نظيره الفرنسي. كما اضطر المدرب جيرتس إلى استبعاد ياسر القحطاني منذ الدقيقة 49 لإصابته في مفصل قدمه.
وقدم الهلاليون مباراة جيدة رغم النقص ورغم اهتزاز شباكهم بالهدف الإيراني الوحيد.. وكانوا اقرب إلى التعادل والفوز خاصة بعد ان لاحت لهم فرصة تسديد الكرة من نقطة الجزاء في أواخر الشوط الأول عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح القحطاني ولكن السويدي كريستين ولهامسون اهدرها.. كما سنحت لهم فرصتان في اللحظات الاخيرة، الاولى من نواف العابد في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع حيث تابع كرة متقنة لاحمد الفريدي من الجهة اليمنى أكملها برأسه عالية قليلا عن المرمى، والثانية إثر تسديدة قوية لعبد العزيز الدوسري بديل ويلهمسون عالية عن العارضة في الدقيقة الرابعة.
بداية ساخنة
كانت البداية حماسية للطرفين مع خطورة مبكرة على المرميين.. وسيطر الهلاليون على الدقائق الأولى قبل ان يعطي اصحاب الارض المجال للسيطرة على الكرة والتحكم بمجريات اللعب وتهديد مرماهم عبر الكرات الطويلة وعلى الأطراف.
وبينما فرض الهلال افضليتهم عبر تحركات احمد الفريدي والسويدي كريستيانو ويلهلمسون.. تألق الحارس حسن العتيبي بشكل لافت للنظر وتصدى لكرات إيرانية بالغة الخطورة.. وهو لايسأل عن الهدف الإيراني الذي يتحمله حائط الصد.
وجاءت اولى الفرص الخطرة هلالية إثر كرة من احمد الفريدي الى نواف العابد في الجهة اليسرى تابعها من داخل المنطقة قوية عالية عن المرمى الإيراني (10)، ورد عليه ذوب آهان بعد دقيقة واحدة حين حول البرازيلي ايجور كاسترو كرة بكعبه الى محمد خلتعبري تابعها خارج المرمى.
ظهر الهلال في المباراة أكثر تحفظا بغية عدم الانجراف خلف اندفاع أصحاب الأرض.. ولكن بدا أن الثقوب التي عانى منها في تشكيلة البداية كانت مؤثرة فبعد عدة محاولات هلالية لهز الشباك دانت السيطرة لاصحاب الأرض الذين اعتمدوا أكثر على الكرات العرضية والتي كادت ان تمكنهم من افتتاح التسجيل أكثر من مرة كان أخطرها عندما استغل فرهادي غفلة من الزوري فاطلق ساقية للريح عبر اليسار ولعب كرة عرضية مرت امام المرمى الهلالي بسلام (19).
بعد أقل من دقيقتين ارتكب الدفاع الهلالي هفوة أخرى عندما ترك الهجوم الإيراني دون رقابة ليسدد كاسترو كرة رأسية تصدى لها العتيبي ببراعة.. وعاد كاسترو سريعا ليهدد المرمى الهلالي بتسديدة من داخل منطقة الجزاء ومرة أخرى انبرى لها العتيبي (22).
ظهر أن الدفاع الهلالي يعاني من مشكلة ما.. وأن محوري الارتكاز لا يؤديان دورهما كما يجب فالكرات الإيرانية الطويلة تصل بسهولة إلى قلبي الهجوم.
وعانى الوسط الهلالي من الخمول.. ولم يكن ولهامسون قادرا على تحمل الكثرة العددية للاعبين الإيرانين في وقت كان الفريدي والعابد والفرج يحاولون ولكن الكرة كانت تتجه في أغلب الأوقات للأقدام الإيرانية.
ظلت الكرات الإيرانية اكثر خطورة من التي يلعبها ذوو القمصان الزرقاء.. وتدخل العتيبي في اكثر من مناسبة لإنقاذ مرماه من أهداف محققة.
ووسط الاندفاع الإيراني كاد القحطاني أن يهز الشباك عندما مرر له الفريدي كرة جيدة داخل منطقة الجزاء ولكن الحكم أوقفه بحجة ارتكاب القناص الهلالي خطأ على المدافع الإيراني مجيدي (34).
افتقد الهجوم الهلالي للتركيز.. وعانى القحطاني من غياب الكرات التي يمكن ان تساعده في هز الشباك ولم يكن الفرج قادرا على تعويض غياب المحياني.. وبدأ السويدي ولهامسون تائها في الوسط.
اعتمد الدفاع الهلالي على مصيدة التسلل في محاولة منه لإيقاف الانطلاقات الإيرانية السريعة على الأطراف.
ووسط هجوم إيراني محموم لاحت للهلاليين فرصة هز الشباك عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لفائدة ياسر القحطاني.. بيد أن ولهامسون سدد الكرة في متناول الحارس الإيراني شهاب ليهدر فرصة جاءته على طبق من ذهب لافتتاح التسجيل (42).
وتدخل العتيبي في إيقاف محاولة إيرانية للرد عندما تصدى مجددا لتسديدة حيدر ببراعة (44).
الشوط الثاني
كان السيناريو مشابها للشوط الاول , هجوم إيراني بحثا عن تسجيل هدف السبق الذي لم يتأخر كثيرا ومني الهلاليون بضربة موجعة مع بدايته.. ففي وقت كان فيه جيرتس يستعد لإنزال عيسى المحياني إلى جوار القحطاني اضطر إلى الإبقاء على سلمان الفرج وابعاد هدافه الأول الذي خرج مصابا.
واستمر الإيرانيون يهددون مرمى العتيبي الذي تألق مجددا في التصدي لإنفراده خلتعبري (49).
ولم يدم الصمود الهلالي طويلا.. فمن كرة ثابتة على بعد امتار من منطقة الجزاء الهلالية نجح قاسم حدادي في هز الشباك الهلالية بكرة اخترقت حائط الصد الأزرق لتتجه مباشرة إلى الشباك (56).
يتحمل ولهامسون والفرج مسئولية الهدف لانهما تحركا في وقت كان يجب ان يصمدا فيه للتصدي للكرة فسمحا لها بالمرور بينهما.. ولا يلام العتيبي الذي كان يقف في الجهة الأخرى..
مجددا عاد العتيبي ليؤكد براعته عندما تصدى لمحاولة إيرانية لمضاعفه النتيجة برأسية خلفية من مهاتري (58).
نشط الهلاليون بغية إدراك التعادل.. وكأنهم كانوا بحاجة لأن تهتز شباكهم لينفضوا الغبار عن أقدامهم ويسيطروا على المباراة مجبرين مضيفيهم على التراجع للوراء.
وكاد المحياني ان يهز الشباك عندما حول الكرة من داخل منطقة الجزاء بيد أن الحارس شهاب كان يقف في المكان المناسب (66).
ووسط الاندفاع الهلالي كاد اهن ان يضاعف النتيجة من كرة رأسية لخلتعبري.. ولكن كان العتيبي المتألق بشكل لافت للنظر في المباراة يقف في المكان المناسب منقذا مرماه من هدف محقق.
واقترب الهلاليون من إدراك التعادل بتسديدة رهيبة من نواف العابد بيد أنها اتجهت مباشرة للقائم الأيسر بدلا من أن تدخل المرمى (70).
سيطر الهلاليون على الكرة ولكن تأثر أداء لاعبيه بالفردية الطاغية.. وكاد عيسى ان يفعلها بكرة استغل فيها تمريره ليونج الذهبية وسددها مباشرة تجاه المرمى ولكن الحارس الإيراني كان يقف في المكان المناسب (75).
حاول جيرتس إنعاش وسطه بمحمد الشلهوب بدلا من سلمان الفرج.. بينما عزز مدرب ذوب أهن هجومه بإشراك جلال رافقي بدلا من لاعب الوسط غازي.
.. واستحق المحياني ركلة جزاء واضحة بعد ان تعرض للركل داخل منطقة الجزاء ولكن الحكم الماليزي محمد صبح الدين فاجأ الهلاليين بمنح المحياني بطاقة صفراء بحجة أنه حاول التمثيل عليه.
ومرة اخرى عاند الحظ نواف العابد عندما اخترق الدفاع الإيراني وسدد كرة رأسية مباغته مرت إلى جوار القائم (92). وكاد الدوسري ان ينهي المباراة بالتعادل بتسدسدة على رأس منطقة الجزاء ولكن كرته مرت فوق العارض بقليل (94).. ومعها انتهت المباراة بفوز أصحاب الأرض بهدف دون رد.. وستلعب مباراة الرد يوم الأربعاء 20 اكتوبر في الرياض وفيها يحتاج الهلال للفوز بفارق هدفين ليضمن اللعب في المباراة النهائية.