أعطني حظا وأرمني في البحر

عيسى الجوكم



 فعل الهلال كل شيء في شوط المباراة الثاني أمام أصفهان لكنه لم يسجل .. هاجم وأبدع وسطر وتفنن .. وأهدر الفرصة تلو الأخرى .. وأرعب الجميع لكن الحظ وقف لكل محاولاته بالمرصاد ..!!
 بصراحة أكثر .. أصبحت حائرا في كيل المديح لجيريتس .. أو قذفه بأبشع التهم .. فعندما وجدت الهلال في الشوط الثاني يهز الملعب طولا وعرضا عتبت على البلجيكي لجوءه إلى إقفال المنطقة والاعتماد على الهجمات المرتدة في الشوط الأول .. لكنني وجدت له العذر بعد أن رجعت بشريط الذاكرة لمواجهة الغرافة في الدوحة .. ووجدت نفسي مضطرا لمدحه لتغييراته في الوقت الحاسم .. والتي أثمرت عن سيطرة زرقاء بأداء رائع .. ومستوى مذهل .. وفرص ضائعة بالكوم حتى الرمق الأخير من المواجهة .. وزاد من تعاطفي مع جيريتس صافرة الماليزي ضد المحياني في وقت حرج للغاية .
 الهلال مر في مواجهة الذهاب بظروف صعبة للغاية تتمثل في غياب الجنرال رادوي .. وعدم وجود نيفيز .. وإصابة القناص أثناء المباراة .. ولكن هذا لا يمنعنا من القول ان الهلال قدم شوطا ناريا لم يقدمه حتى بوجود تلك الغيابات .. حتى خيل لنا أن الهلال يلعب على أرضه وهو يضغط للوصول إلى مرمى أصفهان ..!!
 لن ندخل في جدلية ركن الشلهوب على مقعد الاحتياط والفريق بحاجة ماسة للاعب خبرة بحجم إمكاناته في خط الوسط الهلالي .. والدليل ما فعله عندما أشركه جيريتس .. حيث حول الجهة اليسرى لمنطقة عمليات .. وساهم في تحرير المحياني والعابد .. وحول اللعب الأزرق إلى تكتيك سريع وقف الإيرانيون يتفرجون على الأداء الأزرق .. والفرصة تلو الأخرى تضيع من أقدامهم .. ككرة المحياني والفريدي وآخرها رأسية العابد ..!!
 علينا الاعتراف أن نتيجة 1- صفر لأصفهان نتيجة خطرة للغاية على الهلال في مواجهة الإياب .. وصعوبتها تكمن في الدور المزدوج الذي سيلعبه الهلال في الرياض .. فالمطلوب منه أن يسجل ويسدد فاتورة الذهاب .. ومن ثم البحث عن التفوق .. والأهم ألا يدخل مرماه أي هدف وهنا تكمن صعوبة مواجهة الإياب التي تتطلب التركيز في الهجوم والدفاع .. وهذا التركيز سيعاني منه جيريتس في اختياره للتشكيل الأمثل ..!!
 أعود لهذا الحظ الذي لعب ضد الهلال في مواجهة الأمس .. وكان هو الند الحقيقي له في شوط المباراة الثاني .. خصوصا أن الهدف الإيراني جاء بخطأ من جدار الصد عن طريق ويلهامسون الذي تحرك من مكانه .. ويبدو أن مباراة الأمس هي الأسوأ للاعب الأشقر مع ناديه الهلال بعد أن أضاع ركلة جزاء من صنع القحطاني .. أما دور الحظ في إجهاض محاولات الهلال لتعديل النتيجة فكانت واضحة في رأسية العابد الأخيرة .. وقبلها تسديدته التي ارتطمت في العارضة .
 إمكانية التعويض في الإياب سانحة وبدرجة كبيرة .. شريطة أن يقدم الهلال ما قدمه من مستوى وأداء وقتالية بعد ولوج الهدف في مرماه يوم أمس .. وما عدا ذلك فلا خوف على الأزرق الذي لن يفوت فرصة الوصول إلى النهائي ..!!
 بقي أن نشير إلى أن التغني بالشعبية الأولى للأزرق .. وإنه الأكثر جماهيرية .. لا تسمن ولا تغني من جوع إذا لم تمتلئ مدرجات استاد الملك فهد الدولي في مواجهات الإياب .. ولن يكون للحضور بكثافة أي معنى .. إذا لم يكن فعالا وقويا ومؤثرا .. بل المطلوب منه أن يكون اللاعب رقم واحد داخل الملعب وليس الرقم (12) .
 وقبل الختام .. تحية حارة للعملاق حسن العتيبي فقد كان في الموعد .. حارس بهذا المستوى يستحق التشجيع وليس الإحباط .. هل وصلت الرسالة ؟