درس خصوصي ولكنه مجاني

بالتأكيد كنا نتمنى أن يتأهل الغرافة الى الدور قبل النهائي لدوري أبطال آسيا....
وكنا نأمل أن نجد الفهود وهم يحملون كأس البطولة...
ولم يكن ذلك بعيداً عن الغرافة الذي يعيش ازهى سنواته وأجملها...
ولكن ماحققه الغرفاوية ليلة الامس والملحمة الرائعة التي سطرها على ملعبه الجميل استاد ثاني بن جاسم فاقت كل التوقعات والموازيين في عالم كرة القدم. وجعلنا جميعاً نفخر بان هذا الفريق خرج من رحم هذه الارض الطيبة....
ارض الاصرار والانجاز والتحدي التي حولت في مناسبات عديدة الاحلام الى واقع نلمسه ونشعر به للارادة الحديدية لابناء هذا البلد...
كنا نتمنى ان تتواصل الافراح وتكون ليالينا ملاحا بعد الرباعية الجميلة التي حبست انفاس الهلاليين وجعلتهم يضربون كفاً بكف غير مصدقين بان شباكهم اهتزت اربعة مرات وان الحظ وقف معهم في وجه مهاجمي الغرافة في هجمات اخرى كادت ان تحول النتيجة الى تاريخية...
ولكن هذا هو عالم كرة القدم الذي علينا ان نحترمه ونؤمن بمتغيراته بعد ان ضاع الحلم الغرفاوي خلال الاربعة دقائق الاخيرة اثر هدفي القحطاني والمحياني لتتحول الافراح بقدرة قادر من الدوحة الى الرياض ولتسعد الجماهير الهلالية التي حضرت عزيزة وكريمة في دوحة الخير ووقفت الى جانب فريقها وآزرته حتى تخطى كبوته وضمن التأهل الى الدور قبل النهائي..
وبالرغم من الخروج الحزين ليلة الامس الا ان ما حققه الغرافة في هذا اللقاء يعتبر درساً تاريخياً لقوة الارادة وعدم اليأس واللعب حتى الدقيقة الاخيرة بروح الفوز والانتصار...
لقد خرج الغرافة مرفوع الرأس وحاز على اعجاب واشادة جماهير الهلال قبل مشجعيه وانصاره وكسب ود واحترام النقاد والمتابعين الذين ادهشهم أداءه وبسالة لاعبيه ونجومه بعد ان توقعوا ان شهادة وفاته في هذه البطوله قد كتبت وصدق عليها في استاد الملك بالرياض....
الغرافة ليلة امس لم يكن فقط يونس محمود وكليمرسون والعساس وانما كتيبة قتالية دخلت ارض الملعب لاعلاء راية الكرة القطرية وارضاء الجماهير التي احزنتها النتيجة الثقيلة في الرياض فكان الرد جاهزاً في ارض الملعب.
هذا هو الغرافة الذي تشرفنا به ليلة الامس... وهذه هي نوعية الفرق التي نتمنى ان تمثلنا في البطولات الخارجية...
ونقول للجماهير الغرفاوية لاتحزنوا ولاتغضبوا لانكم خارج دوري ابطال اسيا ففريقكم البطل الذي لم يجد اي مساعدة او وقفة من اتحاد كرة القدم لم ينهزم وانما البطولة الاسيوية هي التي خسرت فريقاً رائعاً وشامخاً بقوة الفهود الغرفاوية.
قبل النهاية...
هل عرفت من هو الغرافة ياهذا؟...