أسرار الإياب!!
عادل التويجري

غداً.. يسدل ستار دور الثمانية الآسيوي في إيابه، بعد أن انقضى نصف المشوار بنجاح ممثلي الوطن، الهلال الذي عرف مسيروه كيف يتعاملون مع المرحلة باقتدار، تخطى عقبة الغرافة في موقعة الرياض، في تلك الليلة كان كل شيء في الملعب يوحي بزرقة الانتصار، تحقق الانتصار لأن مسيري لا مَجْدَ في الدّنْيَا لمَنْ قَلّ مَالُهُ، وَلا مالَ في الدّنيا لمَنْ قَلّ مَجدُهُ، تخطي الهلال عقبة الغرافة لا يعني أبداً الوصول إلى المبتغى ، فالهلاليون يريدون طوكيو، لا الدوحة، الأمل معقود في الاستاد الوطني هناك، في أقاصي الشرق، وهذا يعني أن المشوار ما زال طويلا. المشوار طويل، لكن له نهاية بلا شك، والنهاية هي ما يفكر فيها الهلاليون.

جماهير الزعيم أبت إلا أن يكون ردها بالفعل لا بالقول، أرادت أن تسمع من بأذنيه صمم وأن تري الأعمى كيف هي جماهير زعيم القرن، حضرت، وتفاعلت، وشجعت، وحفزت، وأدت ما عليها بكل اقتدار، وكان الرد ثلاثية مقرونة بمستوى.

أكثر من 53 ألفا التهبت أكفهم بمستوى الهلال، بينما الآخر ينعى نفسه وحاله، ومسكين من ليس له هلال!، إن ظهر الهلال بالمستوى ذاته الذي كان عليه في الدرة، وبذات العزيمة والإصرار التي لمسناها من نجوم الزعيم، فدور الأربعة هو المحطة القادمة، أما إن استكان إلى ثلاثيته، ونام عليها، وخدره المستوى، فسيلاقي ظروفا صعبة، لن يكون غرافة الدوحة كغرافة الرياض، غرافة الدوحة ليس لديه ما يخسره، لذا سيكون الهجوم ثم الهجوم هو المنهجية الوحيدة للفريق، فهو الغريق فماذا يضيره البلل؟ نزال الغد تكتيكي في المقام الأول، وبحاجة إلى قراءة متأنية من الجميع.

الشباب، ممثل الوطن الثاني، سافر والجراح تثخن جسده (محلياً)، لكن ولأنه الشباب، عاد، وهؤلاء هم الكبار، الكبار هم من يستفيقون بسرعة، عاد الشباب بثلاث نقاط، وهدفين كانا كفيلين أن يرسما البسمة على محيا الجماهير، والأمر ذاته الذي يسري على الهلال يسري على الشباب، يخسر الليث إن تعامل مع نزال الإياب كما لو كان الأمر قد انتهى هناك، فهذه كرة، والكرة لا تعرف المستحيل، خصوصاً مع أندية كأندية الشرق، أثق بالبلطان خالد وقدرته على التعامل (النفسي) مع الأوضاع. فوساتي بدأ يقرأ معادلات الفريق الداخلية، وسيكون لقاء الإياب فرصة أخرى لإثبات أن ما تحقق لم يكن بمحض الصدفة.

محلياً، كان أسبوع الديربيات (الخاصة)، لعب الاتحاد أمام الأهلي، ولم يأت بجديد، قضى عليه في عشر دقائق، عشر دقائق كانت كافية تماماً للإطاحة بالأهلي، الاتحاد كشر عن أنيابه، وفاز بالثلاثة، وهذه مرة أخرى مواصفات البطل، لقد مر الاتحاد بواحدة من أصعب فتراته (الإدارية) خلال الشهرين الماضيين!، الكل يضرب في الجسد الاتحادي!، من الداخل والخارج!، لكن ولأنه الاتحاد، فاز.

الأهلي يعيش مرحلة إحباط كبيرة، شاهدتها حتى في جماهيره!، تخيلوا، أحدهم جاء بشعار كتب عليه (كفاية يا أهلي)!، حضر به إلى المباراة!، أي أن الهزيمة كانت لدى البعض حتى قبل المباراة!، ثلاث نقاط من أصل 15 نقطة كارثة!، وأحدهم يخرج في كل الرياضة ويقول (سيلعب الأهلي دوراً كبيراً في تحديد ماهية بطل الدوري)!!، يا ساتر!، أي طموح هذا الذي ينشده بعض الأهلاويين إن كان الهم تحديد مسار البطل لا الحصول على البطولة!، أسرار الأهلي لدى مسيريه واضحة، مشكلة الأهلي فنية، فنية، فنية في المقام الأول، هكذا أراها.

نزال بريدة كان حاضراً في كل شيء كديربي إلا المستوى الفني على أرض الميدان، كان ديربيا بكل مقوماته، لكن غاب المستوى ورغم ذلك، انتصر سكري القصيم بفوزه على غريمة التقليدي رائد التحدي، وتغنت الجماهير كثيراً. أزمة الكرة في بريدة أن (البعض) ما زال يمارس فكر الثمانينيات والتسعينيات المتهالك.

تصاريح جوفاء وخرقاء، لا يستفيد منها إلا المصرح، لأنه يروج لنفسه، لا لفريقه، التعاون كان تجهيزه (النفسي) أفضل من الرائد الذي دخل النزال بشحن بدا واضحاً في كل تحركات اللاعبين، الفرق بين الشحن والتحفيز شعرة بسيطة، إن انقطعت، ضاع الفريق.

مدرب التعاون الروماني جورجي مولتسكو كان الأجرأ، لذا انتصر التعاون، غير منهجه الهجومي في بداية الشوط الثاني بتبديلين، كانت الثمرة ضربة جزاء للخميس، وهدف الفوز، سجل الراشد هدف الفوز، وحافظ الثنيان على الفوز لما تصدى لركلة الجزاء التي نفذها المشعل (باستهتار)!، الأهم للتعاون هو ما بعد الرائد، والأهم للرائد هو ما بعد التعاون، الوصفة الطبية الناجعة للتعاون هي أن ينسى الرائد، وأن يتعامل معه كبقية الأندية، وبواقعية إن أراد الاستمرار في التألق. والرائد كذلك. يتألق الرائد إن نسي التعاون، وتعامل معه كما يتعامل مع الفتح والوطني والبقية.


نوافذ

- عبد الله العضيبي هو عميد المراسلين بلا جدال!، الأربعاء في الرياض، والخميس في جدة، والجمعة في جدة!!.

- العضيبي يكره المسافة.. والسور... والحارس...!، لذلك فهد عميد!.

- سلمان القريني خسارة نصراوية في وقت حساس جداً!، سيذكره النصراويون كثيراً!.

- طلال المشعل كاد (يضرب) أمام بوابة النادي، لذلك غاب!، يا ساتر!، ضرب!.

- كلنا هلاليون وشبابيون (آسيوياً).

-ـ يدعي حرصه على الهلال، ويدس سم (عقد) ياسر بمستواه في هذا الوقت تحديداً!، خوش وطنية!!.

- عندما تتقلب (المبادئ)، تتغير (اللهجات)!، إنها المصالح (الخربة)!!.