زيدان القطري والمتفوق السعودي
مساعد العصيمي

ما الذي يعنيه دخول زيدان المحفل التنظيمي الخاص بكأس العالم 2022.. من وجهة نظر شخصية أحسب أن انضمامه للملف القطري كان بمثابة «ضربة معلم».. أراد من خلالها القطريون أن يجعلوا من ملفهم قوي التأثير مثلما هو قوي الحيثيات.. حقيقة فقد كانت طلة زيدان في الدوحة بمثابة العنوان الجميل لملف لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وعمل لأجلها.. ويكفي أن نشير إلى أن هذا الملف هو للعالم أجمع كما هي كرة القدم فلم يقتصر سفراؤه على قارة واحدة بقدر ما كان هؤلاء السفراء محل السمع والبصر، من حيث الأداء والقيادة والقدرة على الإقناع من جراء رصيد مهاري وسلوكي عال يعبر عن المعاني الحقيقية لكرة القدم التي نتطلع لاستمرارها.

ثمة ملاحظة قبل أن أنتقل إلى المحفل الكروي الآسيوي، وهو ما ذهب إلى إشارة عابرة رمى بها رئيس فريق التفتيش التشيلي نيكولاس وهو يتحدث في المؤتمر النهائي لجولته في قطر، حينما لمح إلى أن قطر قد تبدو صغيرة من حيث المساحة على بطولة كأس العالم، وهو الأمر الذي دفع كثيرين لسؤال كاتب هذه السطور عن المعايير، وأحسب أن في ذلك مبالغة كنا نتمنى ألا تصدر من المسؤول التشيلي.. لأن السباق لا يقف على حجم المساحة، فشروط الفيفا الخمسة التي يضعها أمام كل متقدم للترشح لا تشترط كبر المساحة وكثرة المدن المقام فيها المونديال، وإن كانت قطر ستحقق ذلك عبر سنين قليلة من خلال المدن الجديدة التي ستبنى على طراز تقني ومعماري حديثين.. وستسهم أيضا في كأس العالم، كما هي مدينة لوسيل الجديدة، مع الإشارة إلى أن المسؤول التشيلي قد أبدى سعادته بما شاهده وبما وعدت أن تقدمه قطر للتنظيم من يسر وسهولة.

بين الهلال والشباب

لم أستطع أن أتجاوز الفوزين العريضين لممثلي السعودية في المحفل التنافسي الكروي الآسيوي.. ليس إلا أن المنطق العاقل هو من ينتصر في النهاية.. أما كيف ذلك.. فمن خلال العمل الخلاق الذي كان عليه مسيرو الفريقين.. رزانة.. عمل متواصل، ترفع عن الصغائر.. والأهم عدم التسرع والاستعجال.. بين فريق كالهلال حينما رأى البعض أن كرامته قد مست بوجود مدرب فضل غيره عليه.. إلا أن المنطق العاقل والاحترافية جعلت استمراره حتى انتهاء ارتباطه بالمحفل الآسيوي أمرا أهم من الانتصارات الشخصية والانفعالات غير المفيدة.. أيضا في الشباب فقد كان جديرا الثناء على إدارته وفريقها يتلقى خسائر كبيرة من التعاون والرائد وهي ترمي إلى هدوء وتطالب الآخرين بالتعقل والصبر.. على عكس ما نعرفه من رؤساء آخرين من انفعالات واجتماعات وطرد مدربين وتشكيك في لاعبين من جراء خسارة واحدة.. فتحية لإدارتي الشباب والهلال.. فقد أحسنتا العمل.. ونطالبهما بمواصلة الفعل الإيجابي، وخاصة أن المشوار ما زال في أوله.. ومن أهمه عدم الركون لنتيجة ذهاب ربع النهائي.