«ليوث العاصمة» .. تألق خارج الحدود وروح لاتعرف الانهزامية
القادم للنجومية فهد الحمد افتتح طريق الفوز المهم للشباب
الرياض- فياض الشمري
روح وقتالية، عزيمة واصرار، إرادة وتصميم، هكذا كان شعار نجوم «الليث» أمس امام شونبوك في ذهاب دور الثمانية الاسيوي على ملعب جيون جو في كوريا الجنوبية، كانوا في مستوى المسؤولية وعلى قدر كبير من التحدي ومواجهة الظروف التي المت بالفريق قبل واثناء تواجده في كوريا، لم نشاهد نجما بارزا لوحده في هذه المباراة انما شاهدنا مجموعة مضيئة ترسم الفرح والروح العالية، والقدرة على إدارة الامور لصالحها طوال المباراة.
تألقت الحراسة بوجود وليد عبدالله وابدع الدفاع بقيادة تفاريس وتميز الوسط بتمريرات احمد عطيف ونجح الهجوم بروح فهد الحمد، لايدري مدرب شونبوك من كان سيراقب، كل ما ظن ان القوة في عنصر معين وجد ان بقية العناصر لايقلون قوة، رائع جدا ان ترسم الهدف وتحدد المسار ثم تحقق على هامش ذلك مكاسب اضافية، الجماعية وروح الفريق التي برزت وتألق البديل وقطع نصف المسافة نحو التأهل، وهذا لايفعله الا فريق يملك القدرة على التحدي ومنازلة الخصوم بروح لاتعرف اليأس ولاتستسلم للظروف، ولاتنخفض مع المنغصات.
الادارة الشبابية نجحت بدرجة كبيرة عندما نقلت الفريق الى كوريا قبل المباراة باسبوع، جعلت اللاعبين يتعرفون على نوعية الاجواء والملاعب، لم تشعر المدرب ولابقية العناصر ان غياب بعض اللاعبين سيؤثر على الفريق، بل منحتهم شحنة من الحماس عندما اكدت ان الشباب لايتأثر بالغياب وان الموجودين هم من يحققون الانتصار، وكان لذلك وقعه الايجابي لدى التشكيلة التي اعتمدها المدرب، ليدخل الشباب المباراة وكأنه -ما شاء الله يلعب -بأكثر من 11 لاعبا، وهذه ميزة التهيئة النفسية والبدنية السليمة.
شونبوك الكوري هو الاخر لم يكن فريقا سيئا، كان مكتمل الصفوف وفوق ذلك كان يلعب على ارضه ووسط جماهيره، ولكنه صدم بروح الشباب وتصميم النجوم وذكاء المدرب الذي لم تخلبط اوراقه الاصابات والغيابات، وضع الخطة وفق القدرات المتوفرة لدى عناصره الذين منحهم الثقة كاملة، لذلك شاهدنا الشباب يلعب بواقعية ويتحرك بثقة ويهاجم بفاعلية ويدافع بصلابة ويبدأ مشروع هجماته دون تكلف وعشوائية.
ما حققه الشباب بطاقة معايدة جميلة وهدية رائعة قدمها ليس لجماهيره وادارته واعضاء شرفه ومدربه، انما لكرة القدم السعودية التي دائما ما يشرفها الليث مالم تغيب شمس انتصاراته الظروف القاهرة، لذلك يستحق نجومه الكبار وكل قائم على شؤون الفريق التحية والتقدير والفرح بما تحقق والمؤازرة من الجميع وإن شاء الله يعلن التأهل الرسمي الى دور الاربعة يوم الاربعاء ومن ثم شق طريقه بنجاح الى النهائي، وهذا ليس بالامر الصعب عليه اذا ما استمر بالروح ذاتها التي طغت على اداء نجومه في مباراة الامس وكانت عنوانا لعدم الاستسلام للانهزامية.
الشباب لم يكتف بالنصر المهم انما كشف واقع بعض فرق شرق القارة التي على الرغم من ان توقيت اقامة البطولة يقف لصالحها كونها تلعب الدوري في بلدانها الا انها تجد صعوبة في الفوز عكس الفرق في الغرب التي اصبح لديها القدرة الكاملة على مواجهة ظروف وتوقيت استئناف البطولة الاسيوية بعد التوقف ولعب مباريات قليلة في منافسات الموسم الجديد.
الهلال اكتفى بثلاثية في مرمى الغرافه
الهلال غير
اما الممثل الآخر للكرة السعودية في البطولة الآسيوية الهلال فهو وان فاز بثلاثية في ظل الغيابات التي يعاني منها نتيجة الايقاف والاصابة التي اكتملت بخروج رادوي في الشوط الأول أمام الغرافة القطري الا ان ذلك لايقارن بالامكانات المتوفرة لديه والبديل الذي يفترض ان يقوم بالمهمة على اكمل وجه، وشاهدنا ارتباكاً ليس له مبرر وتسليم خاطئ للكرة وكاد ان يفاجئه الغرافة في العشرين الدقيقة الأخيرة باكثر من هدف نتيجة البرود الذي كان عليه بعض اللاعبين، ولو كان ممثل قطر فريقا غير الذي شاهدناه امس لوضع الهلال في موقف صعب قبل ان يأتي الهدف الازرق الثالث.
صحيح النتيجة كبيرة ولكنها لاتعكس ما لدى الهلال من امكانات لدى الاغلبية من نجومه ولولا براعة حسن العتيبي لاهتز مرماه اكثر من مرة خصوصاً في لحظة التراخي وفقدانه للكرة بسهولة تامة فضلا عن الكثرة في تسليم الكرة للخصم، وكان يفترض اللعب بجدية اكثر واستغلال الضعف اللياقي لدى الغرافة وعدم الاكتفاء بالثلاثية التي لاتليق بقوة «الزعيم» امام فريق ضعيف ولا بجماهيره التي كانت «قمرا» في «درة الملاعب واثبتت بالفعل انها اذا حضرت لايضاهيها اي حضور آخر، وكان من الواجب تكريمها بنتيجة لاتقل عن خمسة اهداف..