الرأي المختصر
لجنة الانضباط على حق
ناصر بن سعد السديري
لم تجد لجنة الانضباط التابعة لاتحاد كرة القدم السعودي خياراً غير اللجوء لأسلوب التهديد والوعيد مع أصحاب التصريحات المسيئة والساخرة والموجهة ضد الحكام والعاملين في اتحاد الكرة ولجانه المختلفة، ولم تتردد اللجنة في إصدار بيانها الخطير والتلويح عبره باستخدام حقها الذي كفله القانون لإيقاف مثل هذه الممارسات غير الكريمة وذلك بعد أن شعرت بتناميها وتمددها في الفترة الأخيرة.
نعتقد أن توجس اللجنة من حدوث فوضى، وخوفها من انفراط العقد وعدم قدرتها في السيطرة على الاوضاع حتى نهاية الموسم، ربما كان السبب في المسارعة بتوجيه هذا الإنذار المبكر.
لقد حفلت الصفحات الرياضية بالصحف اليومية بالعديد من التهديدات الصريحة ومن مسؤولين كبار في الاندية موجهة للحكام ونقلت الفضائيات وعلى الهواء مباشرة تصريحات لم تخلو من الإساءة لبعض القياديين في اتحاد الكرة.
تفجرت كل تلك الأحداث وتسارعت ونحن ما نزال نعيش بدايات الدوري الذي انقضت منه أربع جولات فقط، فكيف إذن سيكون الحال في النهايات عندما يشتد الوطيس، وتكون للنقطة الواحدة قيمة كبيرة.
أرى ان لجنة الانضباط كانت محقة فيما ذهبت إليه، واعتقد انها وفقت في إصدار البيان وتوقيته، لأن التغافل عن التصريحات المسيئة ربما يؤدي إلى الفوضى وإلى حدوث ما لا يحمد عقباه مستقبلاً.
صحيح أن هناك بعض رؤساء الأندية يتعاملون بمسؤولية واحترافية مع الأحداث ويحرصون دائما على الدفاع عن حقوق انديتهم بالوسائل المشروعة، وإظهار ذلك عبر وسائل الاعلام بطرق مهذبة وبصورة تحفظ لكل شخص قيمته وكرامته.
لكن يجب ان نعترف ان هناك في الأندية من يتعمد الإساءة للآخرين، ويحاول التقليل من قدرهم، عندما تفقد فرقهم نتائج بعض المباريات، وذلك لتغطية خيبتها من جهة، وتنصلهم من المسؤولية من الجهة الأخرى.
لقد أصبحت لجنة الانضباط امام تحد كبير بعد هذا البيان، وبات لزاما عليها أن تكون قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها وذلك بأن تحرص على تطبيق النظام وفرضه على القوي والضعيف إن ارادت القضاء على مثل هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا الرياضي.
ومع ذلك نتمنى ان لا تضطر لجنة الانضباط استخدام حقها القانوني وتفعيل المواد الخاملة، لأن أملنا ما زال كبيرا وقائما في ان يلتزم المسؤولون عن الاندية بتوجيهات الاتحاد ويبتعدوا قدر الإمكان عن الكلام القبيح.
* ونحن نهم بوداع الشهر الكريم، شهر الرحمة والغفران، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، نسأله عز وجل أن يتقبل صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا، وأن يجعلنا من عتقاء النار. آمين يا رب العالمين. وكل عام وأنتم بخير .