الزعيم ومعضلة الهداف
علي القعيمي

المباراة النهائية على كأس بطولة النخبة التي فاز بها الشباب بجدارة على الهلال أكدت صحة ما تطرقت له عن الفريق الهلالي في زاوية الأسبوع الماضي عندما قلت إن فريق الهلال مازال بحاجة إلى لاعب هداف متخصص لا توكل إليه مهمات أخرى غير مهمات التهديف وإنهاء الهجمة، فمثل هذا اللاعب غير موجود في الهلال وجميع الأسماء التي تلعب في مركز رأس الحربة التقليدي في الهلال توكل إليهم مهمات أخرى غير مهمات التهديف بما فيهم النجم الدولي ياسر القحطاني. ومازال الهلال يعتمد في تسجيل الأهداف على لاعبي خط الوسط. وفي المباراة الأخيرة للهلال في بطولة النخبة لم يحالف التوفيق هؤلاء اللاعبين في تسجيل الأهداف بعد أن تصدت عارضة المرمى لعدد من الصواريخ التي أرسلوها باتجاه المرمى الشبابي خاصة من رادوي ونفيز ونواف العابد في الوقت الذي لم يفلح فيه مهاجما الهلال الحقيقيان ( ياسر القحطاني وعيسى المحياني ) في إنهاء فرص التسجيل المتاحة أمامهما بما فيها تلك الكرة الانفرادية للمحياني في الوقت القاتل وهذا دليل قاطع على حاجة الهلال الماسة لمهاجم أجنبي ( سوبر ستار ) متخصص فقط في تسجيل الأهداف ويلعب في مركز رأس الحربة التقليدي . والتجارب الميدانية التي تجرع الهلال منها المرارة الحقيقية كثيرة جدا بداية بخروجه من دوري أبطال آسيا الماضية أمام أم صلال القطري ومرورا بمباراته قبل الأخيرة أمام بولونيا الإيطالي في بطولة النخبة وانتهاء بمواجهة الشباب النهائية على كأس البطولة. كل تلك المباريات وغيرها ممن لا تسعفني الذاكرة لذكرها أو استعراضها تؤكد أن الهلال بحاجة إلى لاعب أجنبي عالمي من طراز الهدافين المتخصصين الذين لا مهمات لهم غير مهمات التهديف. الهلال سيمر بمرحلة حرجة في مطلع هذا الموسم، وقد أظهرت فترة الاستعدادات والمباريات الودية التي لعبها الفريق خلال تلك الفترة حاجة الفريق لنموذج من هذا النوع من اللاعبين. الهلال سيخوض في الموسم الجديد مباريات لا تعويض فيها أهمها مباريات دوري أبطال آسيا. وقد يتعرض الفريق الهلالي لمثل تلك المواقف الصعبة. فالفرق المحلية والخارجية تعرف من هو الهلال وكيفية التعامل معه وما مصادر قوته الفنية، لذلك ستبني الفرق التي تواجهه أسوارا دفاعية من الحديد والخرسانة أمامه حتى لا يصل لمناطق الخطورة وليس أمامه في مثل تلك المواقف سوى الاعتماد على التصويب البعيد. وبالتأكيد لن يحالفه التوفيق في حسم نتائج المباريات بشكل مستمر بهذه الطريقة كما حدث أن تصدت العارضة لثلاث كرات خطرة في المباراة الأخيرة أمام الشباب وسيكون الموقف حرجا للغاية خاصة في المباريات التي لا تعويض فيها، لذلك لابد من التعاقد مع لاعب هداف متخصص يجيد التعامل مع أرباع وأنصاف الفرص. صحيح أن اللاعبين الأجانب في الهلال متميزون وهم الأفضل في الأندية السعودية حاليا، لكن حاجة الفريق للاعب هداف تحتم على صناع القرار الهلاليين الاستغناء عن أحدهم وجلب لاعب هداف.
قبل الوداع ..
تظل بطولة النخبة بطولة ودية استعدادية وأفضل ما كسبه الهلال منها الوقوف على الأخطاء الفنية للمهاجمين وتحديدا طريقة التعامل مع فرص التسجيل ويجب أن يتم علاج تلك الأخطاء بسرعة وفاعلية وقبل أن يدفع الهلال الثمن غاليا في البطولات الأهم والأقوى.
خاطرة الوداع ..
لكي تنسى ما حدث لنا مؤخرا أقول لك : أعطني حظا وارمني في البحر.