نهاية الأسبوع
سنارة الهلال سياحية .. فلا تنخدعوا باستفتاء زغبي ..!!
بقلم عيسى الجوكم
** هل تظنه الفرح الذي يلفك من رأسك حتى أخمص قدميك ؟ .. طرق السؤال بابي .. عندما قيل لي ان البحر بزرقته كان فارعا وجميلا .. كقامة الهلال في كبد السماء .. يضيء أينما حل .. ويتجمهر الناس لرؤيته .. !!
** تجدد السؤال مرة أخرى .. وسنارة صيدي للإجابة خرجت من البحر دون أن تصطاد أي سمكة .. أدركت حينها أن قبضة السؤال الثقيلة أكبر من سنارة تطير مع الهواء ..!!
** انزويت في ركن التساؤل .. والاشتهاء رأس حربة يدق في فكري وقلبي .. ترى ما الذي جعل لذلك الهلال حضورا أخاذا يملأ المكان أينما حل وإن كان فارغا قبل مجيئه ؟!
** طوبى لك أيها الغارق في البحر .. كم من اللؤلؤ والمرجان احتضنت ؟! وكم من هواء وعليل البحر تنفست ؟! وكم متعت ناظريك من انعكاس «هلالك» في زرقة البحر كصورة بديعة .. لا يشعر بقيمتها إلا من عشق الجمال ..!!
** مطر كثيف هطل بعد رحلة «زغبي» .. وسهام حلقت في سماء السخرية والتندر .. وشظايا تطايرت هنا وهناك .. وسؤال أحمق برز بحدة صراخ الطير المذبوح الذي يتراقص على الأرض من شدة الألم .. من أعطى «الزغبي» الحق لتعلن أن موج البحر الأزرق غطى اليابسة ؟!
** أبها البهية .. ترش الصحوة في سماء ممطرة .. تجفف ينابيع من سموا زغبي بالمسرحية الهزلية .. لقد قدمت دراما واقعية ترى بالعين .. وتقرأ بالقلوب .. صحوة تؤكد أن زرقة البحر قد تصل للمناطق المرتفعة .. وتتساوى في ارتفاعها مع غيوم «السودة» في أبها البهية ..!!
** تشغلني هذه الزرقة كثيرا .. فهي تغطي مساحات واسعة من شبه الجزيرة العربية .. وقد تناهى إلى وعيي قبل نظري احتلالها قلوب حتى الساكنين في قمم الجبال .. وتضاريس الجغرافيا تؤكد لنا أن الشعوب القاطنين في القمم الجبلية لا يحبذون البحر ولا يعرفون أسراره .. فمن أين أتى عشق «الحد الجنوبي» لقبطان السفينة الزرقاء ؟!
** لقد حضر الهلال في النخبة .. فحضرت الجماهير .. لا يحتاج هذا الأزرق لاستفتاء «زغبي» .. ففوق مياهه يسبح ملايين العاشقين .. ويستمتع بجمال قاربه ملايين أخرى ربما تظهر له العداء في الظاهر .. وتعترف بجماليته وروعته في الباطن ..!!
** لم أخش يوما عمقه ولا غضبه ولا حتى أمواجه الهادرة .. لأنني أعرف أن ثورته وهيجانه دائما ما توصلنا لشاطئ المتعة .. التي تجعلنا ننام على رماله الذهبية .. فهو والذهب صديقان لا يفترقان في كل مناسبة ..!!
** تحاول أناملي فك سر تعلق جماهير أبها البهية بهلالها وهي التي كانت فيما مضى لا ترى سوى القلعة الخضراء ناديا وفريقا ونجوما .. ترى ما الذي حدث ؟ !
** أحاول مرة أخرى أن أكذب على نفسي .. وأقنع أحرفي وكلماتي بالذهاب لمقولة «لكل زمان دولة ورجال» .. ولكنني وجدت أن زمان الهلال هو كل الأزمنة .. وان مكان الهلال هو كل الأمكنة .. على الأقل محليا وخليجيا وآسيويا .. حتى قيلت العبارة الشهيرة .. الهلال طرف ثابت في النهائيات وغيره متحرك ..!!
** لم أكن أتصور أن حضور الهلال البهي في أبها سيعطي النخبة هذا الزخم الجماهيري والإعلامي .. لكن مسامعي رن فيها جرس أصبح معلقا إلى ما لا نهاية ينبهني بمقولة شهيرة أيضا «الحي يحييك» ..!!
** يوما بعد آخر .. أشعر أن هذا الهلال ليس ملك الهلاليين فقط .. وأشعر أيضا أن ثروته تعدت حدود الرياضة ومنافساتها .. فقد وصل لمسامعي ولغيري ان سياحة أبها البهية هذا الموسم «غير» في الأيام التي تواجد بها نجوم الهلال .. وهذه المعلومة تعزز فكرة أن الفريق الأزرق قد يساهم في مناشط أخرى تخدم السياحة المحلية ..!!
** أعود لأصل الحكاية .. الزعيم زعيم جماهيريا حتى بدون استفتاء زغبي .. لن أدخل في متاهة الأكثر جماهيريا .. ولكنني أرفع الصوت عاليا .. إنه عمود خيمة النخبة .. ولولا تلك الأعمدة لما استطاعت نخبة أبها أن تحقق هذا الرقم من الحضور الجماهيري والمساحة الإعلامية التي خصصت لها ..!!