آراء فنية
مجرد كلام
صالح المطلق
في الوسط الرياضي الكل يتحدث عن التغيير ولا تكاد تستثني احدا من المطالبة بالتجديد وتحقيق العدالة وتغليب المصلحة العامة ،والجميع يرفع شعار المساواة وإعطاء الفرصة والابتعاد عن الاحتكار والتكرار، ومن هنا تأتي أهمية النقد الهادف والحوار الهادئ الذي يبني ولا يهدم ويضيف ولا يأخذ فهو ليس مجرد كلام أو فضفضة عابرة أو فرصة للظهور أو الهجوم اللاذع عن طريق استخدام الكلمات الساخرة والتقليل من الانجازات والتركيز على الأخطاء والتندر والضحك على كل عمل أو نجاح، فالنقد مسؤولية وأمانة والحوار مطلب والتزام بجميع الثوابت التي تساعد على تحقيق المصلحة وارتقاء الكلمة وعلو الهمة والتجرد من حظوظ النفس وتمرير المصالح واستغلال الظروف لكسب الجولة لتثبيت فكرة أو وجهت نظر لا تخلو من النقص ولا يمكن أن تكون هي الوحيدة التي لا تقبل الجدل أو النقاش فمع النقد الهادف تتكامل الفرص ومع الحوار المفتوح تظهر الحلول وتسمع الأصوات وتعرف الحقائق فتقل الخسائر وتكثر الإرباح .
*مشكلة اللاعب محمد نور مع إدارة نادي الاتحاد من الأمثلة التي تدل على ابتعاد الأندية عن لغة الحوار وتبسيط الأمور فاللاعب مثال رائع من كل النواحي الفنية والأخلاقية وحب الخير والإدارة جديدة وتبحث عن النجاح والمشكلة في إطراف لا ترى إلا تطبيق العقوبات وتكبير الأمور وإغلاق المنافذ وفي النهاية نكتشف أن الخيار كان خاطئاً وكان من الممكن أن نطبق الأنظمة ونحافظ على النجوم وحقوق الأندية ولا يوجد خاسر.
*عاد الحديث عن التحكيم قبل أن يبدأ الموسم الجديد وبدل أن نستغل نجاحات خليل جلال في كاس العالم الأخير ونشجع الباقين على الاجتهاد والتفوق ركزنا على الأخطاء واتفقنا على التحطيم وانتقدنا التصرفات والتصريحات وكأننا لا نرغب بتطوير التحكيم ولا نعرف أي معنى للتحفيز والتشجيع.
*المتابع لما يكتب عن المدرب الوطني وما يواجه من انتقادات وهجوم يخيل إليه أن الأندية تعج بالكوادر الوطنية ولا وجود للعنصر الأجنبي والأخطاء غير مشتركة وغير مسبوقة والحقيقة أن التواجد للمدرب الوطني مقصور على فئة المدرب المساعد أو مدرب اللياقة وبإعداد قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة .
نزول بعض الجماهير إلى ارض الملعب أثناء المباريات في المواسم السابقة يعد من الأحداث العابرة والغريبة على ملاعبنا وفي هذا الموسم أصبح النزول بشكل جماعي ويكاد يكون الأول من نوعه في جميع ملاعب العالم وبذلك ترتقي هذه الأحداث إلى درجة الظاهرة التي تستحق التوقف لمعرفة الخلل وإيجاد الحلول.
ولكي لا تبقى أقوالنا مجرد كلام عابر ليس له أي فائدة أو معنى يساعد في حل المشاكل ويزيد من التقارب والتفاهم نتمنى أن يتوجه الجميع إلى النقد الهادف والحوار المثمر خصوصا وان النقاط التي ذكرت في المقال وغيرها كثير تحتاج إلى المزيد من الطرح والنقاش فالمصلحة واحدة والمستفيد رياضة الوطن.