.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .......................

الهلاليون على المحك</B>

محمد الشيخ

حتى اللحظة لا أجد مبررا واحدا للصمت الهلالي إزاء الإعلان الرسمي للاتحاد المغربي عن التعاقد مع المدرب البلجيكي إيريك غريتس سوى النزول عند قرار رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد بعدم الحديث في هذا الأمر، وهو القرار الذي اتخذه خلال مداخلة له في برنامج كل الرياضة في القناة الرياضية السعودية في السابع من يونيو الماضي، والذي أكد فيه جازما بقاء غريتس حتى نهاية عقده، موصدا كل الأبواب أمام أي فرضية أو احتمال لرحيله.
في ظني يخطئ الهلاليون إذا ما اعتقدوا أن تلحفهم بالصمت سيكون لمصلحة فريقهم، فسواء كان الإعلان المغربي حقيقة أم فبركة - وإن كنت استبعد الخيار الأخير تماما - فإن من الواجب على الهلاليين مكاشفة الجميع بمستجدات الأمر، لأن ما قبل الإعلان الرسمي للاتحاد المغربي شيء، وما بعده شيء آخر، وهو ما يجب أن يعوه تماما.
أعلم - يقينا - أن الهلاليين وعلى رأسهم رئيس النادي باتوا طوال الأسبوع محشورين في (خانة اليك) بعد إعلان المغاربة تعاقدهم مع غريتس، خصوصا وهم يرون مصداقيتهم واحترافيتهم وقبل ذلك ثقتهم في غريتس على المحك؛ لأن رحيله بهذه الصورة لن يعني سوى شيء واحد، وهو أن هذا البلجيكي قد ضحك عليهم، أو على الأقل استغفلهم، خصوصا وأن ثمة ثقة مفرطة كان تربطهم به.
أقول ذلك بناء على احتمال أن غريتس كان مراوغا لهم، وغير شفاف معهم إزاء مستقبله الذي يفترض أنه قد وضع له حدا في يونيو 2011، ولعل ما يرجح هذا الافتراض الحوار الأخير له المنشور في 8 يونيو الماضي في صحيفة (الجماهير) الإلكترونية والذي أكد فيه جازما بقاءه مع النادي الأزرق، بل وذهابه إلى أبعد من ذلك إذ قال: "أنا أحترم عقدي مع نادي الهلال، ولن أرحل عن الهلال لأي مكان آخر حتى أحقق طموحاتي وطموحات صديقي رئيس النادي وسأكمل عقدي حتى النهاية".
ما يزيد الوضع الهلالي حرجا هو الأخبار والتصريحات المتواترة التي ظلت تخرج عن الرباط والتي تجاوزت مسألة التعاقد مع غريتس إلى الحديث عن تفاصيل عقده، ومن ذلك نفي وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط أمام لجنة برلمانية حول حقيقة الأخبار المتداولة عن قيمة الراتب الشهري لغريتس، مبديا في الوقت نفسه ثقته بإمكانات غريتس وقدرته "لجعل الفريق الوطني يحقق نتائج مشرفة"، ولعل ما يلفت في الأمر ان الأمر تجاوز الاتحاد المغربي إلى وزارة الرياضة!.
هذا الواقع يجب أن يتعاطى معه الهلاليون باحترافية، وليس على انه معركة شد أصابع بينهم وبين الاتحاد المغربي، حتى وإن كان هناك تحركات خفية يقومون بها لقلب الطاولة في وجوههم، ولذلك بات واجبا عليهم المسارعة لتحرير ورقة الطلاق مع غريتس لبدء مرحلة جديدة يكون فيها الهلال هو الهلال نفسه الذي عرفناه مع غريتس وقبله، لأن بقاء السماء الهلالية ملبدة بغيوم الشائعات، وملوثة بغبار الفبركات سيرتد على الفريق الذي يستعد لأهم استحقاقاته على الإطلاق وهو المنافسة على تحقيق دوري أبطال آسيا بغية التأهل لبطولة العالم للأندية، وهي البطولة التي مازالت تؤرق مضجع كل الهلاليين.