موقع الشاعرغازي البراك موقع الجميع - عرض مشاركة واحدة - ¨°o.O ( لا تتعجب ... فـقط إقرأ بــ صمت !!)
عرض مشاركة واحدة
 
قديم 01-08-2009, 12:43 PM   رقم المشاركة : 3
خبير في الارصاد الجويهvip




الحالة
ابوصالح غير متواجد حالياً

ابوصالح is on a distinguished road


 

افتراضي رد: ¨°o.O ( لا تتعجب ... فـقط إقرأ بــ صمت !!)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى في محكم تنزيله :

(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا , ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة . ولكن ليبلوكم فيما آتاكم . فاستبقوا الخيرات . إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون).

(جَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا )

وهذه محاضرة لفضيلة الشيخ على بن حسن الحلبى الأثرى - حفظه الله - اقتبسته من النت

آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ -تَعالَى- تَكْشِفُ جَانِبًا مِنْ وَاقِعِ الحَيَاةِ الإِنْسَانِيَّةِ بِكُلِّ مَا فِيهَا مِنْ آلاَمٍ وَآمَالٍ ؛ مُؤَكِّدَةً -بِوُضُوحٍ- أَنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ قَدْ يَكُونُ فِتْنَةً للآخَرِينَ لِسُوءٍ تَلَبَّسَ بِهِ ، أَوْ بِظُلْمٍ غَرِقَ فِيهِ ، أَوْ فِي انْحِرَافٍ جُرَّ إِلَيْهِ ... وَهَكَذَا ...
ثُمَّ يَأْتِي الأَمْرُ الإِلَهِيُّ –إِزَاءَ هَذَا الوَاقِعِ- بِالصَّبْرِ وَالمُصَابَرَةِ ؛ بِفِعْلِ أَمْرٍ أَشْبَهَ مَا يَكَونُ بِالتَّحَدِّي ؛ لِصُعُوبَةِ المَوْقِفِ ، وَعُسْرِ الحَالَةِ ..
وَتَخْتِمُ الآيَةُ الكَرِيمَةُ الخَبَرَ القُرْآنِيَّ ، وَالإِنْشَاءَ الرَّبَّانِيَّ -بَعْدُ- بِذِكْرِ صِفَةِ البَصَرِ للهِ -تَعَالَى-؛ لِيُثْبِتَهَا المُؤْمِنُونَ الصَّادِقُونَ عَلَى مَا يَلِيقُ بِجَلاَلِ رَبِّنَا -سُبْحَانَهُ- وَكَمالِهِ ؛ حَامِلَةً فِي إِثْبَاتِهَا أَنَّ أَعْظَمَ مَا يَحْمِلُهُ الإِيمَانُ بِهَذِهِ الصِّفَة : التَّسْلِيمُ للهِ -تَعَالَى- بِحُكْمِهِ ، وَأَنَّهُ –عَزَّ وَجَلَّ- عَلِيمٌ بِالصَّالِحِينَ، وَخَبِيرٌ بِالمُفْسِدِين ...
وَقَدْ أَوْرَدَ الإِمَامُ البَغَوِيُّ فِي «تَفْسِيرِهِ» عَنِ الصَّحَابِيِّ الجَلِيلِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قَوْلَهُ: «أَي : جَعَلْتُ بَعْضَكُمْ بَلاَءً لِبَعْضٍ ؛ لِتَصْبِرُوا عَلَى مَا تَسْمَعُونَ مِنْهُم ، وَتَرَوْنَ مِنْ خِلاَفِهِم ، وَتَتَّبِعُوا الهُدَى».
وَإِنَّ مِنْ طَبَائِعِ بَنِي الإِنْسَانِ-كَافَّةً-: الخَطَأَ وَالزَّلَلَ ؛ كَمَا قَالَ نَبِيُّنَا –صلى الله عليه وسلم– : «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ ، وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ » ؛ وَبِخَاصَّةٍ –كَمَا قِيلَ- أَنَّ : (مَنْ يَعْمَلْ لاَ بُدَّ أَنْ يُخْطِئَ ) ...
وَلَئِنْ كَانَ هَذَا الحَدِيثُ مَقولاً فِيمَنْ يُنْتَقَدُ مِنَ النَّاسِ ، أَوْ يُوَجَّهُ لَهُ سَهْمُ التَّخْطِئَةِ –مِنْهُم- ؛ فَإِنَّهُ مَقُولٌ –أَيْضًا- فِي المُنْتَقِدِ – نَفْسِهِ-، وَالمُخَطِّئِ – ذَاتِهِ - سَواءً بِسَواء- ؛ كَمَا قَالَ الإِمَامُ ابْنُ القَيِّمِ : «وَالإِنْصَافُ أَنْ تَكْتَالَ لِمُنَازِعِكَ بِالصَّاعِ الَّذِي تَكْتَالُ بِهِ لِنَفْسِكَ؛ فَإِنَّ فِي كُلِّ شَيءٍ وَفَاءً وَتَطْفِيفًا» -كَمَا فِي «تَهْذِيب السُّنَن» (1/122)- .
وَمِصْدَاقُ هَذَا : قَوْلُ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم– :«لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ » .
أَقُولُ هَذَا فِي أَوَانٍ خَاضَ فِيهِ –مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ- بِالخَرْصِ -الكَثيرُونَ، وَتَلَبَّسَ فِيهِ –بِالظَّنِّ- الأَكْثَرُونَ ؛مُؤَكِّدًا –بِالتَّجْرِبَةِ وَالبُرْهَان- أَنِّي مَا سَأَلْتُ –أَو سَاءَلْتُ- أَحَدًا مِنْ (هَؤُلاَءِ) أَوْ (أُولَئِكَ) –بِمَا خَاضَ وَوَلَج – إِلاَّ قَالَ -بِلاَ حَرَج!- : سَمِعْتُ .. قِيلَ .. بَلَغَنِي .. قَالُوا ...!!!
وَالمُصِيبَةُ تَعْظُمُ وَتَزْدَادُ لَمَّا يَجْعَلُ وَاحِدُهُم نَفْسَهُ -بِهَوَاه- خَصْماً وَحَكَماً -فِي آن-!!!
أَلَمْ يَعْلَمْ هَذَا وَذَاكَ وَذَيَّاكَ بِقَوْلِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم– :«كَفَى بِالمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»، وَفِي رِوَايَةٍ :«كَفَى بِالمَرْءِ كَذِبًا...»، وَقَوْلِهِ –صلى الله عليه وسلم– : «لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُم لادَّعَى نَاسٌ دِماءَ قَومٍ وَأَمْوَالَهُم»؟!
أَلَيْسَ فِي شَرْعِنَا الحَكِيمِ قَوَاعِدُ عِلْمِيَّةٌ مُنْضَبِطَةٌ؛ تُغْنِينَا عَنْ كَثِيرٍ مِن هَذَا الخَوْضِ ، وَتَنْأى بِنَا عَنْ جُلِّ هَذَا التَّخَبُّطِ؟!
أَلَيْسَ فِيهَا –مَثَلاً- قَوْلُ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم– :«البَيِّنَةُ عَلَى المُدَّعِي ، وَاليَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ»؟!
وَهَذَا –وَحْدَهُ- كَافٍ لِكُلِّ مَنْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ... بدَلاً مِنَ ذَاكَ التَّقَوُّلِ وَالتَّقْوِيل.. وَالقَالِ وَالقِيل!!!
وَحَتَّى لاَ يُتَوَهَّمَ - فَضْلاً عَنْ أَنْ يَكُونَ –بِالمُقَابِلِ- دِفَاعٌ عَنْ أَيِّ أَحَدٍ بِغَيْرِ حَقٍّ - مَعَ وَضْعٍ للنِّقَاطِ عَلَى حُرُوفِهَا - لاَ بُدَّ مِنَ القَوْلِ –فِي جُلِّ مَا يُثَار ، وَمَا قَدْ يَتْبَعُهُ مِنْ آثَار-: كَثِيرًا مَا يَكُونُ فِي (شَيءٍ) مِمَّا يَقُولُهُ الخَائِضُونَ - أَوْ يَخُوضُهُ القَائِلُونَ!- بَعْضُ حَقٍّ ؛ وَلَكِنْ : لِمَاذَا هُمْ (دَائِمًا) يُضَخِّمُونَهُ فِي نَفْسِهِ –مِنْ جِهَةٍ- زِيَادَةَ بَلاَء؟! ثُمَّ يُوَسِّعُونَ دَائِرَتَهُ إِلَى غَيْرِهِ –مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى-تُهْمَةَ أَبْرِيَاء؟! كُلُّ ذَلِكَ -وَللأَسَفِ- بِالظُّنُونِ! وَالشَّمَاتَةِ –أَشَدِّ دَاء - !
فَهَلْ هَذَا هُوَ الحَقُّ ؟! بَلْ... هَلْ هَذَا مِنَ الحَقِّ ؟!
وَالوَاقِعُ المُعَاشُ يُؤَكِّدُ – بِلاَ أَدْنَى رَيْبٍ – أَنَّ الفِتَنَ عِنْدَمَا تَقَعُ تَكْشِفُ مِنَ النَّاسِ أَصْنافاً :
1 – ذُو النَّفْسِ المَرِيضَةِ مِنَ (القَرِيبِينَ) ؛ الَّذِينَ (تُسَيَّرُ) حِسَابَاتُهُم عَلَى غَيْرِ الشَّرْعِ ، وَتَمْشي المُطَيْطَاءَ (!) مُخَالِفَةً للهُدَى ؛ تَنْظُرُ المَصَالِحَ الضَّيِّقَةَ، وَتَتَغَاضَى عَنْ المَصْلَحَةِ الكُبْرَى ؛ مُنْتَظِرَةً الهَفْوَةَ وَالزَّلَّة – مِنَ الهَوَاء - وَبِالأَهْوَاء -!!
2 – الخَصْمُ المُتَرَبِّصُ (مِنَ البَعِيدَينَ)؛ الَّذِي يَرْفُضُكَ ابْتِدَاءً ، وَلاَ يَقْبَلُكَ أَصْلاً ، فَهُوَ يَزْدَادُ سُوءًا بِمُجَرَّدِ بُعْدِهِ؛ فَكَيْفَ الحَالُ مَعَهُ – إِذَنْ - بِأَيِّ خَبَرٍ يَصِلُ إِلَيْهِ عَنْكَ؛ غَاضًّا طَرْفَهُ وَعَقْلَهُ وَقَلْبَهُ عَنْ طَلَبِ البَيِّنَةِ، أَوْ تَطَلُّبِ الدَّلِيلِ !؟!
3 – ضَعِيفُ الشَّخْصِيَّةِ (المُتَذَبْذِبُ) ؛ الَّذِي تَغُرُّهُ شَائِبَةُ رِيبَة ، وَتُفْسِدُ قَلْبَهُ أَقَلُّ كَلِمَة ، وَتُحِيطُ بِهِ –لتَرْمِيَهُ!- أَدْنَى شُبْهَة!!
4 – القَوِيُّ الصَّادِقُ (الثَّابِتُ) ؛ الَّذِي يَطْلُبُ الصَّوَابَ ، وَيَتَطَلَّبُ البَيِّنَةَ ، وَيُقِيلُ العَثْرَةَ ، وَيُقَدِّمُ النُّصْحَ ، وَيُبَاشِرُ التَّوَاصِيَ بِالحَقِّ وَالصَّبْرِ وَالمَرْحَمَةِ ؛ مُرَجِّحاً المَصْلَحَةَ الشَّرْعِيَّةَ الكُبْرَى عَلَى المَصَالِحِ الذَّاتِيَّةِ الصَّغِيرَة!!
... وَهَذِهِ القِسْمَةُ الرُّبَاعِيَّةُ – وَمَا قَدْ يَتَفَرَّعُ عَنْهَا - لاَ تَخْرُجُ عَمَّا قَالَهُ الإِمَامُ ابْنُ القَيِّمِ فِي «إِعْلاَم المُوَقِّعِين» :
«وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : مَا قُرِنَ شَيْءٌ إلَى شَيْءٍ أَحْسَنَ مِنْ عِلْمٍ إلَى حِلْمٍ .
وَالنَّاسُ هَهُنَا أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ :
فَخِيَارُهُمْ : مَنْ أُوتِيَ الْحِلْمَ وَالْعِلْمَ ، وَشِرَارُهُمْ : مَنْ عَدِمَهُمَا ، الثَّالِثُ : مِنْ أُوتِيَ عِلْمًا بِلَا حِلْمٍ ، الرَّابِعُ : عَكْسُهُ .
فَالْحِلْمُ زِينَةُ الْعِلْمِ وَبَهَاؤُهُ وَجَمَالُهُ ، وَضِدُّهُ الطَّيْشُ وَالْعَجَلَةُ، وَالتَّسَرُّعُ وَعَدَمُ الثَّبَاتِ .
فَالْحَلِيمُ لَا تَسْتَفِزُّهُ الْبَدَوَاتُ ، وَلَا يَسْتَخِفُّهُ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ، وَلَا يُقْلِقُهُ أَهْلُ الطَّيْشِ وَالْخِفَّةِ وَالْجَهْلِ .
بَلْ هُوَ وَقُورٌ ثَابِتٌ ذُو أَنَاةٍ ، يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ وُرُودِ أَوَائِلِ الْأُمُورِ عَلَيْهِ ، وَلَا تَمْلِكُهُ أَوَائِلُهَا ، وَمُلَاحَظَتُهُ لِلْعَوَاقِبِ تَمْنَعُهُ مِنْ أَنْ تَسْتَخِفَّهُ دَوَاعِي الْغَضَبِ وَالشَّهْوَةِ .
فَبِالْعِلْمِ تَنْكَشِفُ لَهُ مَوَاقِعُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالصَّلَاحِ وَالْفَسَادِ ، وَبِالْحِلْمِ يَتَمَكَّنُ مِنْ تَثْبِيتِ نَفْسِهِ عِنْدَ الْخَيْرِ ، فَيُؤْثِرُهُ وَيَصْبِرُ عَلَيْهِ ، وَعِنْدَ الشَّرِّ: فَيَصْبِرُ عَنْهُ ؛ فَالْعِلْمُ يُعَرِّفُهُ رُشْدَهُ ، وَالْحِلْمُ يُثَبِّتُهُ عَلَيْهِ » .
فَأَيْنَ أَنْتَ – يَا عَبْدَ اللهِ - مِنْ هَذِهِ –أَوْ بَعْضِهَا- ؟!
﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَال ﴾...
وَهَذَا كُلُّهُ -كَيْفَمَا كَان!- لاَ يَمْنَعُ -البَتَّةَ- أَنْ يُقَالَ للمُخْطِئِ : أَنْتَ مُخْطِئٌ ...
وَأَنْ يُشْكَرَ النَّاصِحُ عَلَى نُصْحِهِ ... وَأَنْ يُدْعَى للمُشْفِقِ عَلَى سَلامَةِ صَدْرِهِ ...
وَأَنْ يُصْبَرَ عَلَى المُتَرَدِّدِ ؛ لَعَلَّهُ يَنْصَلِحُ ... وَأَنْ يُزْجَرَ الظَّالِمُ ؛ لَعَلَّهُ يَكُفُّ وَيَنْكَفُّ ...
... وَخِتَامًا ؛ انْظُرْ لِنَفْسِكَ – يَا أَخِي - مَوَاقِعَ أَقْدَامِهَا ، وَاحْذَرْ - حَذَرَ الخَائِفِ المُتَرَقِّبِ اليَقِظِ - مِمَّنْ وَصَفَهُمُ العُلَمَاءُ النَّاصِحُونَ بـ (إِخْوَان العَلاَنِيَة ، أَعْدَاء السِّرّ!!)؛ فَهُمْ - كَمَا قَالَ الإِمَامُ الخَطَّابِي فِي كِتَابِهِ «العُزْلَة» :
«إذَا لَقَوْك تَمَلَّقُوا لك ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهُمْ سَلَقُوك ، وَمَنْ أَتَاك مِنْهُمْ: كَانَ عَلَيْك رَقِيبًا ، وَإِذَا خَرَجَ: كَانَ عَلَيْك خَطِيبًا ، أَهْلُ نِفَاقٍ، وَنَمِيمَةٍ ، وَغِلٍّ ، وَحِقْدٍ ، وَخَدِيعَةٍ ...»!!

يتبع .....









التوقيع :

رد مع اقتباس