صدى الواقع
تناقض!
خالد المشيطي
يحظى لاعب كرة القدم بميزة فريدة وفرها له الاحتراف هي إمكانية نومه حتى العصر لخفيف النوم، وحتى المساء لثقيله.
لم تكن هذه الميزة موجودة وقت الهواة حينما كان اللاعب يقوم مع العصافير ليذهب إلى وظيفته، سهر اللاعب بعد أن صار يأخذ ملايين الريالات، إذن لا موجب لقيامه في الفجر الباكر ليبحث عن رزقه، يمكن أن نقول: حضر الاحتراف والسهر في وقت واحد، نستنتج إذن أن السهر أهم فوائد الاحتراف!
هل السهر مضر فعلا؟ إن كان المعيار ما يجري على أرض الواقع فالإجابة (لا)، بل هو مفيد جدا، وبناء عليه فإن لجنة الاحتراف سمعت كلاما فارغا عن خطورة السهر فنقلته للأندية، مجرد نقل عن باحثين غربيين (ما يفهمون)!!
الذي أجزم به أنها غير مقتنعة بالنوم المبكر رغم نصيحتها بدليلين: الأول أنها لم تلزم الأندية بشيء، بل أوكلت الأمر إلى ضمائرها، الثاني: أن اللجنة ذاتها جعلت جميع برامجها مسائية، وأهمها المباريات التي تستمر أحيانا إلى قرب منتصف الليل، ويظل اللاعب يستقبل المهنئين بالفوز حتى طلوع الشمس.
ركب الإعلام المرئي قطار السهر رغم أنفه لأنه يريد تزويد المتابع بالخبر عاجلا، فصارت برامجه المهمة تبتدئ في منتصف الليل، وتستمر حتى ثلثه الأخير، وتسهر معها المشاركين والمشاهدين.
جادلت أحد أنصار السهر فرد علي: يا أخي لازم نتطور، وما يصير تطور بلا سهر، وبما أن المسألة (تطور) فإن اللاعبين سيقومون الليل، لا ليصلوا، بل ليتطوروا، وبالتالي سنرى منتخبنا قريبا ينافس البرازيل وإيطاليا على كأس العالم، وسيحصل عليه بعد أن ينجب المعسل والمفطح وطقة البلوت كل ليلة إلى الصبح لاعبين أمثال (ميسي)!!
أتساءل دائما، لماذا يخالف الكثيرون هنا الطبيعة الإنسانية التي يسير عليها خلق الله في كل أنحاء العالم فيسهرون ليلا، وينامون نهارا؟!
بقايا...
**الشمعة المضيئة في الاحتراف ما جرى في الهلال حينما بدأ يدرب لاعبيه صباحا، دوام موظفين، يعني لازم ينامون بدري، وهي تجربة يفترض أن تعمم بعد أن فشلت جميع الأندية في فرض تدريبين صباحي ومسائي.
**نحن على عتبة كأس العالم، فرصة المشاهد العادي ليستمتع بالمباريات، وفرصة للمسؤول ليستفيد من الإجراءات التنظيمية.
**عضو شرف الرائد الشيخ علي العبدالله الراشد رجل خدم مدينته بريدة بجهده وماله متكئا على حب أصيل يربطه بها حتى صار قنينة عطر ينتشر شذاها في أرجاء المدينة، وسيكمل مشواره إن استجاب للنداء الملح الذي يطلب منه أن يرأس هيئة أعضاء الشرف بالنادي.
**مبروك عودة المنتخب السعودي الأول من معسكره في أسبانيا، ونبارك له على نجاح المعسكر عديم الفائدة!
**رسالة إلى كل المسؤولين في الأندية: فاوضوا من شئتم من اللاعبين مهما غلت أثمانهم، لكن أبقوا الأمر سرا حتى تنتهوا من العملية، فليس جميلا أن تطلعوا (كذابين) أمام الجمهور حينما يكتشف أن التعاقد لم يتعد أخبارا نشرت في الإعلام!