مساعد العصيمي
نهائي.. اُختير بعناية؟!
لعل أكثر ما يزيدنا حبورا وسعادة هو أن المباراة النهائية التي ستجري اليوم على كأس خادم الحرمين الشريفين كآخر مباراة للموسم المحلي.. قد اختارت الفريقين الأفضل سعوديا نتاجا وعناصر ومقومات فنية.. وإن كان للشباب بعض تفضيل إلا أن ما حل به صعب على الاستيعاب وبما يبعده قسرا عن التميز.
أقول عن المباراة إنها اختارت الفريقين الأكثر تماسكا وثباتا ونجوما، وبما أعلن عن نهائي جذاب مقوماته مغرية للمشاهدة والاستمتاع.. لم تسبقه ادعاءات بأفضليات غير موجودة.. ولا انتقاص وتحقير.. من تلك التي تركت لنا من الحسرة والألم الشيء الكثير.
وإذ أشير إلى الحال الفنية العالية للهلال ومقومات العناصر التي جعلت من لاعبيه الأكثر تميزا هذا الموسم إلا أن الواقع يجبرنا على أن نذكر لاعبي العميد الذين عانوا من حرج في أدائهم خلال فترات سابقة قبل أن يستعيدوا القدرة على السيطرة انطلاقا من واقع خبرة عريضة وتاريخ مضيء وبما أعاد الفريق إلى مساره الطبيعي.
لن نبخس الفريقين حقهما.. لكن وجب علينا أن نقرأ بعض السطور المضيئة عن هذين الفريقين.. فحين الإشارة إلى أولئك الذين يمنحوننا المتعة فلن نتجاوز السهم الهلالي ياسر القحطاني الذي كاد أحد الخليجيين أن يجزم أنه قد ولد في منطقة الجزاء، من فرط قدراته العالية داخل هذه المنطقة وبما تسفر عن أهداف قلّ من يستطيع إحراز مثلها.. فلا الترهات النفسية التي أراد البعض إثارتها في وجهه حين أي مباراة لفريقه قد استطاعت أن توهن عزيمته.. ولا الإحباط النوعي الذي مورس ضده قد قض تألقه.. بل قدم نفسه كإحدى العلامات المضيئة لكرتي السعودية وآسيا وحق له أن يحمل لواء الفريق الأزرق كنجم قل نظيره حاليا.
ذلك في الهلال.. فماذا عن الاتحاد؟ وإذ أقرأ فلن أستطيع أن أتجاوز الذي تعوّد أن لا يخذل جماهير ناديه.. ذلك الذي يحمل لقب نمر الاتحاد وقائده محمد نور.. وبقدر ما يفتنك أداؤه، تجد نفسك منساقا قسرا للانبهار بحجم موهبته.. ولعلي لا أكون مبالغا حين الإشارة أيضا إلى أنه ذلك القادر على ربط كل خيوط اللعبة في قدميه، لم يوقفه التشكيك.. ولم يمنعه تراجع فريقه.. من أن يكون حاضر الفعالية عالي القيمة المهارية.. ولنقف عند هذه الأخيرة فمحمد نور من نوعية لاعبين تكاد تكون الكرة متعلقة بقدمه قسرا، تعبيرا عن إمكانيات عالية يملكها هذا النجم.
حقيقة هما نجمان لافتان وفي المباراة آخرون على قدر الإجادة.. وحظنا كبير أننا معنيون بهم هذا المساء.
كلا الفريقين الهلالي والاتحادي يملكان مقومات الفوز والأحلام نفسها.. لكن ما نريده منهما أن يمنحانا المتعة المطلوبة من تلك التي تعبر عن القيمة العالية التي عليها هذا النهائي الكبير.. الذي ما زلنا لا نجزم فقط.. بل نبصم أيضا أنه قد اختار الفريقين الأفضل حسب كل المعايير الكروية.